استيقظت في صلاة الفجر ، وإذ بالبيت "بيت العائلة "حركة غير عادية فالجميع يوقظ الرجال ليستعدوا لصلاة العيد ، والبنات تلبس وتتزين ، وذهب الرجال لصلاة العيد بالمنبر " وهو مكان مجمع لأهل القرية يصلون فيه العيدين " وجلسنا ننتظر عودتهم ، ومن أرادت صلاة العيد صلتها بالبيت طبعا لأنه لا يوجد أصلا مصلى للسيدات بالمساجد ، وكذلك تكون صلاة التراويح في رمضان والجمعة وجميع الصلوات التي تود المرأة صلاتها بالمسجد كما تعودنا ، بل أنه لايوجد أيضا خروج للبنات يوم العيد ولا غيره ولا زيارة الأصدقاء إلا للقواعد من النساء أو للضرورة كالذهاب للطبيب يسمح لهم بالخروج مستترات أي " بالبردة "بفتح الباء وسكون الراء ، وهي عبارة عن4أو 5متر من القماش الأسود الذي تتكفن به ؛ أقصد تختبئ فيه أو تلتف به المرأة من رأسها إلى قدمها ، المهم نرجع لموضوعنا । جلسنا في المنزل بعد أن تزينا و لبسنا لبس العيد ، حتى أتى أبي وإخوتي من صلاة العيد وهنئناهم وأخذنا العيدية " وهي طبعا أهم ما في الموضوع "، وبعدها تم تحضير الفطور ،ثم تبادلنا التهنئة بالتليفون بين متصل ومستقبل ، ولا يسمح لنا باستخدام الكمبيوتر لأن مكانه "بالمندرة " التي امتلأت بالضيوف ولا تتجرأ واحدة على الاقتراب من بابها لئلا يلمحها رجل من الضيوف و يكون يومها أزرق ، وهذا السبب في تأخري عن كتابة هذا البوست فكلما حاولت الانفراد بالكمبيوتر دق جرس الباب ، فأدخل مسرعة إلى البيت، وعلى غرار هذا انقسم أهل الدار بين مشاهد للتليفزيون وبين نائم ، وبين ملبي طلبات الضيوف من شاي وقهوة وعصائر وحلويات ।
وهكذا كان العيد بالصعيد !!
كانت معكم مراسلتكم : زهرة الإسلام
من صعيد مصر .